THIS CONTENT HAS BEEN ARCHIVED

المجلس يتبنى استراتيجية الاتحاد الأوروبي حول سورية

03.04.2017
Teaser

يذكر الاتحاد الأوروبي بمخرجات مجلس الاتحاد الأوروبي بتاريخ 23 أيار و17 تشرين الثاني من العام 2016 بالاضافة إلى مخرجات المجلس الأوروبي بتاريخ 15 كانون الأول 2016، وعلى ذلك فإن المجلس منزعج جدا إزاء استمرار الحالة المأساوية في سوريا والقضايا الانسانية والأمنية والسياسية المستمرة والتي نشأت بسبب الصراع. هناك الآن 13.5 مليون سوري بحاجة إلى المساعدات الانسانية داخل سوريا منهم 6.3 مليون نازح داخليا و1.5 مليون يعيشون تحت ظروف الحصار و5 ملايين لاجئ سوري آخرين تم استضافتهم من قبل البلدان المجاورة والمنطقة.

Text

 

بالتذكير بما خلُص إليه المجلس من نتائج في 23 أيار و17 تشرين الأول عام 2016 و كذلك ما خلُص إليه المجلس الأوروبي من نتائج في 15 كانون الأول 2016، يُعرب المجلس عن روعه إزاء استمرار الوضع المأساوي في سورية و استمرار القضايا الإنسانية والأمنية والسياسية الناجمة عن الصراع. حالياً، ثمة 13.5 مليون سوري بحاجة إلى المساعدات الإنسانية داخل سورية، منهم 6.3 ملايين مهجر داخلياً و1.5 مليون يعيشون تحت ظروف الحصار و5 ملايين لاجئ سوري آخرين تستضيفهم البلدان المجاورة و المنطقة على نطاق أوسع.

 

  1. يتحمّل النظام السوري المسؤولية الرئيسية عن حماية السكان السوريين. ولذلك، يدعو المجلس النظام السوري وحلفاءه، لا سيما روسية بصفتها أيضاً مشاركة في رئاسة المجموعة الدولية لدعم سورية، إلى بذل كل الجهود لضمان وقف كامل للأعمال العدائية ورفع الحصارات وتأمين إيصال المساعدات الإنسانية دونما عرقلة و على نحو كامل و مستدام إلى كافة أنحاء سورية. يدين المجلس بشدة استمرار انتهاكات جميع الأطراف على نحو مُمنهج و جسيم و واسع النطاق لحقوق الإنسان و القانون الدولي الإنساني، و لا سيما من قبل النظام السوري. يجب إنهاء هذا الوضع و محاسبة المسؤولين عن ذلك. ويدين المجلس اللجوء إلى تجويع المدنيين من خلال محاصرة مناطق سكنية كأحد التكتيكات الحربية فضلاً عن التهجير القسري للسكان، و يعدّ كلاهما جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية. سيواصل الاتحاد الأوروبي الأخذ في الاعتبار فرض المزيد من التدابير التقييدية ضد سورية ما دام القمع مستمراً. ويذكـّر الاتحاد الأوروبي بأنه لا يمكن أن تنعم سورية بسلام دائم في ظل النظام الحالي.

 

  1. ويذكّر المجلس بأن الصراع في سورية يؤثر تأثيراً مباشراً في الاتحاد الأوروبي ويوافق على ضرورة قيام الاتحاد الأوروبي بتطوير إطار استراتيجي خاص بمقاربته إزاء سورية باعتبارها جزءاً من استراتيجية الاتحاد الأوروبي الإقليمية التي اعتمِدت في آذار 2015 حول سورية والعراق بالإضافة إلى تهديد داعش. بناءً عليه، يرحّب المجلس بالرسالة المشتركة للممثل الأعلى والمفوضية الأوروبية و يصادق على الأهداف المبيّنة أدناه. إن مجموع الأهداف المبينة أدناه و هذه النتائج يشكّل استراتيجية الاتحاد الأوروبي إزاء سورية. تتركز أهداف الاتحاد الأوروبي الاستراتيجية في سورية في ستة مجالات رئيسية:

 

  1. إنهاء الحرب من خلال انتقال سياسي حقيقي، انسجاماً و قرار مجلس الأمن الأممي 2254، بتفاوض أطراف الصراع برعاية المبعوث الأممي الخاص إلى سورية وبدعم الفاعلين الدوليين و الإقليميين الرئيسيين.

 

يؤمن الاتحاد الأوروبي على نحو راسخ بأنه ما من حلّ عسكري للصراع، وهو ملتزم بوحدة الدولة السورية و سيادتها و استقلالها و سلامة أراضيها. من شأن الحل السياسي الموثوق وحده وفقاً لما تم تحديده في قراري مجلس الأمن الأممي 2254 و بيان جنيف 2012 أن يضمن استقرار سورية و يمكّن من اجتثاث داعش وغيرها من المجموعات الإرهابية المُدرجة في لوائح الأمم المتحدة في سورية. سيواصل الاتحاد الأوروبي دعم جهود التحالف الدولي لمواجهة داعش في سورية والعراق.

 

يدعم الاتحاد الأوروبي بقوة عمل المبعوث الأممي الخاص و استئنافَ المحادثات في جنيف. معيداً تأكيدَ أولويةِ عملية جنيف برعاية الأمم المتحدة، سيواصل الاتحاد الأوروبي تقديم الدعم السياسي لها من خلال مبادرة الممثل الأعلى الإقليمية والتي ترعى الحوار السياسي مع الفاعلين الرئيسيين في المنطقة بغية تحديد أرضية مشتركة في إطار التفويض الذي منحه المجلس الأوروبي لدى انعقاده في كانون الأول. ويوافق المجلس على زيادة الجهود التي يبذلها الاتحاد الأوروبي لضمان مشاركة المرأة مشاركة فاعلة وكاملة بالإضافة إلى التشاور والحوار المستمرين مع المجتمع المدني في العملية السياسية.

 

 

تعزيز انتقال هادف وشامل في سورية، انسجاماً و قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 و بيان جنيف من خلال دعم تقوية المعارضة السياسية.

سيواصل الاتحاد الأوروبي دعم المعارضة السورية و لا سيما الهيئة العليا للمفاوضات بصفتها وفد المعارضة إلى محادثات جنيف برعاية الأمم المتحدة. سيدعم الاتحاد الأوروبي تطوير رؤية الهيئة العليا للمفاوضات حول الانتقال، و الجهود الرامية إلى تمتين منبر المعارضة السورية التفاوضي. يشجع المجلس الأطراف السورية على الانخراط على نحو بنّاء و من دون شروط مسبقة في البرنامج الذي وضعه المبعوث الأممي الخاص، و يرحّب بالمقاربة الإيجابية التي تبنّتها الهيئة العليا للمفاوضات، في الموافقــة على وفــد أكثر شــمولاً و في وضع مقترحات معتدلة و عملية. كما رحب المجلس بقيام الهيئة العليا للمفاوضات بإشراك اللجنة الاستشارية النسائية و الترويج التدريجي لمشاركتها الكاملة و الفعّالة. كما يحثّ النظامَ السوري على وضع خططه من أجل انتقال سياسي حقيقي و شامل.

 

يجب أن تكون العملية السياسية شاملة تماماً لضمان مشاركة جميع شرائح المجتمع السوري في تشكيل وحدة سورية والمصالحة فيها مستقبلاً.

 

  1. إنقاذ الأرواح من خلال تلبية الاحتياجات الإنسانية للسوريين الأكثر ضعفاً في جميع أنحاء البلاد في الوقت المناسب و على نحو فعال و ناجع ومبدئي.

 

يُعرب الاتحاد الأوروبي عن استمرار قلقه البالغ إزاء القيود المتعمّدة التي توضع في طريق توفير المساعدات الإنسانية، مكرراً دعوته إلى توفير إيصال كامل وآمن ومستمر دونما عرقلة و إلى كل أنحاء سورية لما تقدمه الأمم المتحدة والمؤسسات الإنسانية الأخرى من مساعدات إنسانية. إن إيصال المساعدات الإنسانية ليس بمثابة تدبير لبناء الثقة بل هو واجب. بما أن الاتحاد الأوروبي أكبر مموّل للجهود الإنسانية داخل سورية، فسيواصل الدبلوماسية الإنسانية المكثفة ويسعى إلى إيجاد سبل لتحسين وحماية إيصال المعونات فضلاً عن تعزيز المبادئ الإنسانية. وسيواصل الاتحاد الأوروبي العمل على التفعيل الكامل للإعفاءات والرخص المتعلقة بالشأن الإنساني في إجراءاته التقييدية ضد سورية. كما سيستمر الاتحاد الأوروبي في دعم المساعدة المقدّمة إلى ضحايا الألغام والتوعية بمخاطر الألغام.

 

  1. ترويج الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير عن طريق تقوية  منظمات المجتمع المدني السورية

 

سيواصل الاتحاد الأوروبي تقديم الدعم الكبير لمنظمات المجتمع المدني السورية، بما في ذلك دعم عمل غرفة المجتمع المدني والمجلس الاستشاري النسائي. سيتعيـّن على المجتمع المدني أن يؤدي دوراً بارزاً في سورية بعد الصراع، والمساعدة في عملية المصالحة. كما وافق المجلس على زيادة جهود الاتحاد الأوروبي الرامية إلى تعزيز حرية التعبير، بما في ذلك عبر دعم وسائل الإعلام الحر والمستقل.

 

  1. تعزيز المحاسبة على جرائم الحرب بغية تسهيل عملية مصالحة وطنية وعدالة انتقالية

 

سيواصل الاتحاد الأوروبي العمل على ضمان المحاسبة على جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان و انتهاكات القانون الإنساني الدولي بما في ذلك الاستخدام المؤكد للأسلحة الكيميائية.

 

ويشجب الاتحاد الأوروبي بأشدّ العبارات الانتهاكات المُمنهجة المرتكبة في سورية، كما وثقتها لجنة التحقيق الدولية المستقلة التي أنشأتها الأمم المتحدة، بما في ذلك مسح تفصيلي للجرائم التي ارتكبت العام الماضي في حلب. و في هذا السياق، يدعم المجلس توصيات لجنة التحقيق. ويوافق المجلس على مواصلة جمع المعلومات في ضوء الإجراءات القانونية المقبلة، بما في ذلك في المحكمة الجنائية الدولية، ضد جميع المسؤولين عن انتهاكات القانون الدولي. وفي هذا السياق، يُعرب المجلس عن دعمه للآلية الدولية المحايدة والمستقلة التي أنشأتها الجمعية العامة للأمم المتحدة لهذا الغرض ويشدد على أهمية توفير موارد كافية لها لمواصلة عملها الحيوي.

يدعم الاتحاد الأوروبي جميع جهود المصالحة الوطنية وسيستمر في الدعوة إلى العدالة الانتقالية. كما يدين المجلس استخدام النظام السوري و داعش الأسلحة الكيميائية كما أكدت تقارير آلية التحقيق المشتركة بين الأمم المتحدة و منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ويذكّر بقراره الصادر في آذار بفرض تدابير تقييدية إضافية على الأفراد المسؤولين. ويدعم المجلس كل ما يـُبذل من جهود لتحديد هويات المفقودين.

 

  1. دعم صمود السكان السوريين والمجتمع السوري

 

سيواصل الاتحاد الأوروبي دعم متطلبات الصمود من خلال توفير التعليم و إيجاد فرص العمل ودعم هيكليات الحوكمة المدنية المحلية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، بما في ذلك العمل مع الحكومة السورية المؤقتة، والعمل على تجنب انهيار إدارة الدولة. وسيسعى الاتحاد الأوروبي إلى زيادة المساعدة، والربط بين المساعدة عبر الحدود والدعم من داخل سورية، وسيهدف إلى تقديم المساعدات في نطاق جهد أوسع لتلبية احتياجات السكان في جميع أنحاء سورية لمنع التطرف والطائفية العُنفيين، وبناء متطلبات الصمود المحلي. هذا و لن يشارك الاتحاد الأوروبي في جهود التعافي المبكر/ ترسيخ الاستقرار التي يمكن أن تدعم الهندسة الاجتماعية والسكانية.

 

  1. يعيد الاتحاد الأوروبي تأكيد استعداده للمساعدة في إعادة إعمار سورية فقط لدى سريان انتقال سياسي شامل وحقيقي و موسّع تتفاوض عليه الأطراف السورية في الصراع على أساس قرار مجلس الأمن الاممي رقم  2254 (2015) وبيان جنيف لعام 2012. عندئذ، سينظر المجلس في إمكانية تقديم مساعدات ما بعد الصراع كما هو مفصّل في المراسلة المشتركة.  وفي هذا السياق، يمكن للاتحاد الأوروبي مراجعة التدابير التقييدية الحالية، والانخراط في استئناف التعاون مع السلطات الانتقالية وتوفير الأموال لدعم التعافي و إعادة الإعمار في فترة ما بعد الحرب، بما في ذلك التراث الثقافي، واستخدام الأدوات المناسبة بموجب سياسة الجوار الأوروبي وغيرها من البرامج لمعالجة التحديات الانتقالية وتحقيق استقرار المجتمعات من خلال التنمية الاقتصادية. يدعم الاتحاد الأوروبي بقوة الأمم المتحدة في تنسيق تخطيط الاستقرار المدني بعد الاتفاق، وسيعمل مع الأمم المتحدة والمؤسسات المالية الدولية ومانحين آخرين. وينبغي أيضاً أن يتحمل أولئك الذين يؤججون الصراع مسؤولية تكاليف إعادة الإعمار.

 

  1. يدرك الاتحاد الأوروبي تماماً آثار الصراع السوري على الدول المجاورة، ويؤكد التزامه بتقديم الدعم للأردن ولبنان وتركية، فضلاً عن العراق ومصر، إذ أبدت هذه البلدان التزاماً وصموداً في استضافة الملايين من اللاجئين السوريين على مدى السنوات القليلة الماضية. ويثني المجلس على هذه الجهود مُبدياً الموافقة على الحاجة إلى الحفاظ على هذا الدعم من خلال تنفيذ ميثاق الاتحاد الأوروبي مع كل من الأردن و لبنان، وبيان الاتحاد الأوروبي مع تركية، كمساهمات في سبيل التوصل إلى التزامات مؤتمر لندن الخاصة بهذه البلدان.

 

  1. ويتطلّع المجلس قدماً إلى استضافة مؤتمر بركسل حول "دعم مستقبل سورية والمنطقة" في 4 و5  نيسان 2017، والذي يُعقد متابعة لمؤتمر لندن الذي عُقِد في شباط 2016، ومؤتمرات الكويت للتعهدات في الفترة 2013-2015، ومؤتمري برلين وهلسنكي في 2014 و 2017. وسيعزز المؤتمر الدعم الدولي للعملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة وحشد التمويل لتلبية الاحتياجات المبيّنة في مناشدات تولّت الأمم المتحدة تنسيقها، فضلاً عن دعم متطلبات صمود الدول المضيفة للاجئين. وينوّه المجلس إلى أن استراتيجية الاتحاد الأوروبي هي بمثابة مبادئ إرشادية لسياسة مقاربة الاتحاد الأوروبي في المؤتمر. 
الفئة
Press releases
Location

Bruxelles

Editorial sections
EEAS
Foreign Affairs Council
الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
سوريا