مجلس الشؤون الخارجية: تصريحات صحفية للممثل الاعلى جوزيب بوريل

25.02.2022

ملاحظات

شكراً لكم جميعاً على متابعة هذا المؤتمر الصحفي بعد الاجتماع الثالث لوزراء الخارجية في هذا الأسبوع الصعب للغاية.

كان معنا مرة أخرى وزير خارجية أوكرانيا، دميترو كوليبا، الذي انضم إلينا وقدم سردًا مؤثرًا قويًا لما يحدث على الأرض وسلوك القوات الروسية، وأيضًا عن المقاومة البطولية للقوات الأوكرانية، والتي يمكن تسميتها بالتأكيد مقاتلي الحرية لأوكرانيا.

[وزير الخارجية] كوليبا انضم إلينا عبر الفيديو، من أوكرانيا، حيث ينشغل بالدفاع عن بلاده وعلى الرغم من معنوياته العالية، فقد رسم بالتأكيد صورة رهيبة للوضع على الأرض. لقد تم قصف أهداف مدنية، مما عرض حياة الأبرياء للخطر وأنا أؤكد ذلك لأننا بحاجة إلى فهم خطورة الموقف. لا استطيع التأكيد بما يكفي على خطورة الوضع. دولة مستقلة، دون أن تفعل ما يستحق ذلك، تعرضت للغزو بقدرات عسكرية قوية من قبل دولة أخرى لديها قنبلة نووية وتهدد باستخدامها ضد كل من يجرؤ على التدخل في هذا الغزو.

كما تعلمون، في إشارة إلى الدعم الفوري لأوكرانيا، اعتمدنا حزمة عقوبات اتفق عليها الليلة الماضية قادة الدول الأعضاء. أنتم تعلمون أن المجلس الأوروبي يقدم التوجيه السياسي من أجل أن يوافق عليه مجلس الشؤون الخارجية رسميًا ويضعه موضع التنفيذ.

أدرجنا اليوم رئيس [روسيا، فلاديمير] بوتين ووزير خارجية [روسيا، سيرغي] لافروف. هذه هي النتيجة النهائية للمناقشة التي لم تنته يوم أمس في المجلس الأوروبي، والتي تم تحديدها اليوم من قبل السفراء والوزراء خلال المناقشات المكثفة التي جرت صباح اليوم. بذلك، أصبح الرئيس بوتين ووزير الخارجية لافروف على قائمة الأشخاص الخاضعين للعقوبات، إلى جانب الأعضاء المتبقين في مجلس الدوما، الذين يدعمون هذا العدوان، وكذلك الامر مع الأعضاء المعنيين في مجلس الأمن الروسي. أنتم تعلمون جيدًا أن هذه خطوة مهمة. اسمحوا لي أن أشير إلى أن الزعماء الوحيدين في العالم الذين تمت معاقبتهم من قبل الاتحاد الأوروبي هم [الرئيس بشار] الأسد في سوريا و [الرئيس ألكسندر] لوكاشينكو في بيلاروسيا والآن [الرئيس فلاديمير] بوتين في روسيا.

كذلك سنستهدف من يتعاون في بيلاروسيا مع العدوان العسكري الروسي على أوكرانيا. ولن نتوقف عند هذا الحد.

لقد اعتمدنا أيضًا اقتراحًا لاستهداف جميع - أعني جميع - أولئك الذين يقدمون دعمًا اقتصاديًا بشكل كبير، وجميعهم يلعبون دورًا اقتصاديًا مهمًا في دعم النظام.

كما اعتمدنا اليوم قيودًا مهمة على السياسة المالية والتجارية وقطاع الطاقة وسياسة التأشيرات. اسمحوا لي أن أتطرق قليلاً إلى التفاصيل، على الرغم من أنني أعلم أن الجميع يعرف ذلك، لأنه تم نشرها بدقة وبالكثير من التفاصيل.

أولاً، نحن نقطع وصول روسيا إلى أسواق رأس المال الأكثر أهمية، ونحظر الإدراج وتقديم الخدمات فيما يتعلق بأسهم الهيئات المملوكة للدولة الروسية في أماكن التداول في الاتحاد الأوروبي ونحد بشكل كبير من التدفقات المالية من روسيا إلى الاتحاد الأوروبي.

ستستهدف هذه العقوبات 70٪ من النظام المصرفي الروسي والشركات الرئيسية المملوكة للدولة، بما في ذلك مجال الدفاع. ستزيد تكاليف الاقتراض الروسية، مما يؤدي إلى زيادة التكاليف المالية، و زيادة  التضخم، وتقلص القاعدة الصناعية لروسيا تدريجيًا، وجذب استثمارات أجنبية مباشرة أقل.

أريد أن أؤكد أننا لا نستهدف الشعب الروسي، فقد تحدث العديد منهم ضد هذه الحرب العبثية، وأود أن أحيي شجاعتهم. شجاعة الناس في 58 مدينة روسية يتظاهرون ضد الحرب. ونحن بالتأكيد نفرق بين الكرملين وروسيا. بوتين ليس الشعب الروسي.

كما اتفقنا على تكثيف جهودنا الدبلوماسية لضمان أوسع إدانة دولية ممكنة للعدوان الروسي غير القانوني وغير المبرر.

إننا بحاجة إلى محاسبة روسيا دوليًا، وهذا يتطلب جهدًا دبلوماسيًا لنشرح للجميع ما يجري، وما الذي تفعله روسيا ولماذا نطلب الإدانة الروسية في الأمم المتحدة.

لقد استدعينا بالفعل السفراء الروس لدى الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء. وقد صدرت تعليمات لجميع بعثاتنا وسفاراتنا لتشرح بشكل فاعل للدول الشريكة مخاطر السلوك العدواني لبوتين، حيث أن هذه ليست مشكلة أوكرانيا لوحدها، بل ليست مشكلة الاتحاد الأوروبي فقط، إنها مشكلة المجتمع الدولي، على روسيا أن تدرك أنها ستُعزل عن المجتمع الدولي.

نحن نقوم بحشد الدعم للتصويت في مجلس الأمن الدولي هذا المساء. ونحن نعلم أن روسيا ستستخدم حق النقض ضد هذا الاقتراح، ولكن بعد ذلك سوف يحال إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة. هناك سيكون لدينا القدرة، وسنرى كم من الناس يؤيدون إدانة الموقف العدواني لروسيا.

للتحضير لهذا، تحدثت إلى وزراء خارجية الصين والهند وآخرين لأشرح لهم أن الأمر لا يتعلق بأوكرانيا. يتعلق الأمر باحترام القواعد الدولية وميثاق الأمم المتحدة.

لقد شن بوتين حربًا على أحد الجيران خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن أوكرانيا، وهذا يظهر مدى احترام روسيا لهذه المؤسسات.

إنهم الآن يهاجمون حتى شفهياً الأمين العام للأمم المتحدة [أنطونيو غوتيريس] لأنه تحدث لصالح السلام واحترام القواعد الدولية. هذا فبما يخص الأمم المتحدة. تابعوا في الأيام المقبلة نتيجة التصويت في مجلس الأمن الدولي هذا المساء وفي الجمعية العامة لاحقًا.

بصرف النظر عن الأمم المتحدة، نحن نشهد ردود الفعل الأولى. وأنا أرحب باعتماد مجلس وزراء مجلس أوروبا اليوم قرار تعليق حقوق التمثيل لروسيا في المنظمة. لقد أيدت جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين هذا بالإجماع.

اسمحوا لي أن أقول شيئًا واحدًا عن ذلك، وهو لا يلزم طرد روسيا من المنظمة، فمن مصلحة المواطنين الروس الاستمرار في الاستفادة من الحماية التي تمنحها الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.

بعد ذلك، تم استبعاد روسيا أيضًا من مسابقة الأغنية الأوروبية. قد يبدو كشيء صغير من وجهة نظر جيوسياسية، لكن هذا سيكون له صدى اجتماعي واسع. أيضًا، سوف لن يُقام نهائي دوري أبطال أوروبا [UEFA] في سان بطرسبرج، كما تم إلغاء سباق الجائزة الكبرى للفورمولا 1 الروسي بسبب تصرفات القيادة الروسية.

أما بالنسبة لأوكرانيا على هذا النحو، فنحن بحاجة إلى مواصلة دعمنا بأي طريقة ممكنة. حيث يوجد إجماع واضح على ذلك.

أخيرًا، اسمحوا لي أن أشدد على أهمية حرب المعلومات. الأكاذيب والمعلومات المضللة القادمة الآن من روسيا هي متطرفة، حتى من أعلى مكان سياسي. يُرجى متابعة التقارير  من فريق الاتصالات الإستراتيجية [التابع لدائرة العمل الخارجي] لفضح وتقليص تدفق المعلومات المضللة. يمكنكم ملاحظة كيف يعتبرون [رئيس أوكرانيا، فولوديمير] زيلينسكي "مجرم حرب"، "نازيًا"، باستخدام كلمات "الإبادة الجماعية" لتبرير غزو أوكرانيا، والذي كان هدفه تجنب ارتكاب [الرئيس] زيلينسكي "إبادة جماعية" ضد الناطقين بالروسية في منطقة دونباس. والقول إنهم عندما يستولون على كييف سيفعلون الشيء نفسه الذي فعلوه في نورمبرغ لإرسال الأشخاص المسؤولين عن الإبادة الجماعية إلى المحكمة. يجب مكافحة هذا النوع من المعلومات المضللة وكشف زيفها وتقليصها.

ثم أن هناك الخطر والمخاطرة التي يمكن أن تعاني منها دول أخرى في الجوار لروسيا. فنحن نحتاج إلى تعزيز دعمنا لمولدوفا وجورجيا والنظر إلى غرب البلقان، لأننا سنشهد استفزازات لغرب البلقان، وخاصة في البوسنة والهرسك، ومن أجل دعم استقرار البلاد قررت تعبئة قوة الاحتياط لعملية ألثيا ، مما يعني نشر 500 عضو من هذه المهمة على الأرض. هذا سيحدث في الأيام القادمة.

هذا ما أردت أن أخبركم به عن هذا الاجتماع المهم لمجلس الشؤون الخارجية، حيث تم، وفقًا للمعاهدة، اتخاذ قرار بشأن فرض عقوبات على روسيا.

Peter Stano
Lead Spokesperson for Foreign Affairs and Security Policy
+32 (0)460 75 45 53