الأزمة السورية: كلمة الممثل الأعلى/ نائب الرئيس جوزيب بوريل في مؤتمر بروكسل الرابع حول دعم مستقبل سوريا والمنطقة

30.06.2020

الوزراء، الزملاء، أود أن أتقدم لكم بِشُكري الحار لقبولكم هذه الدعوة إلى مؤتمر بروكسل الرابع حول دعم مستقبل سوريا والمنطقة.

يسرني أن أستضيف هذا المؤتمر مع نائب الأمين العام للأمم المتحدة، السيد مارك لوكوك، الذي يمثل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس اليوم.

لا تزال سوريا، بشكل مأساوي، في قبضة الصراع. وقد لقى نصف مليون شخص مصرعهم خلال السنوات التسع الماضية. ولا يزال ستة ملايين سوري لاجئين في المنطقة وخارجها. ويجد ملايين آخرون أنفسهم مشردين داخل بلدهم. ويجب أن نتوجه بقلوبنا بشكل خاص إلى النازحين من جراء موجة العنف الأخيرة في إدلب.

وأود أيضاً أن أشيد بالجهود الاستثنائية التي تبذلها تركيا ولبنان والأردن، التي تستضيف معظم اللاجئين السوريين.   

ما هي أسباب عقد هذا المؤتمر؟ لم ولن ننسى سوريا والشعب السوري: هذه هي الرسالة الأولى لمؤتمر اليوم، إنها الغرض الرئيسي منه. ولكن علينا أن نذهب إلى أبعد في التفكير أو عدم نسيانهم.

إن الشعب السوري يتوقع منا جميعا أن نجدّد الالتزام بحل الصراع السوري. وليس من الصواب أن يظلوا ضحايا قوى خارجة عن إرادتهم، محكومين بها إلى الأبد في حالة لا سلام ولا حرب. ويجب أن يسفر مؤتمر اليوم عن تأييدنا المشترك الذي لا لبس فيه للتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2254. ومن واجبنا اليوم أن نتخذ خطوة حاسمة، معاً، نحو حل سياسي وليس عسكريا. وهناك أسباب للأمل.

الوزراء والزملاء، قريباً، سيُصبح عُمر الصراع السوري عقد من الزمن. الوضع العام يبدو كئيباً، نعم. إن الحرب الطويلة تؤثر سلباً على الاقتصاد السوري مع مشقة حقيقية للعديد من السوريين.

ومع ذلك، هناك أسباب للأمل. في أواخر العام الماضي، انخرط النظام في لجنة دستورية، وتفاوضت روسيا وتركيا على وقف إطلاق النار في إدلب في بداية آذار/مارس. ولكن ما يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به للمضي قدماً نحو وقف إطلاق النار على مستوى البلاد وحل سياسي شامل في سوريا. لأن الحل السياسي وحده هو الذي يمكن أن يؤدي إلى سوريا مستقرة وديمقراطية. وعلينا أن نغتنم هذا الزخم السياسي.

في الأسابيع القليلة الماضية التي سبقت [الاجتماع] الوزاري اليوم وخلال الفعاليات العديدة التي شهدتها أيام الحوار، استلهمنا الطلب الواضح والأفكار الجديدة للمجتمع المدني من أجل سوريا جديدة. كما استمعنا إلى النداء القوي من النساء السوريات من أجل مشاركتهن الكاملة في العملية السياسية. إن المرأة السورية ومجتمعها المدني يقدمان لنا سببا آخر للأمل.

هناك طريق للمضي قدما نحو سوريا جديدة. علينا أن نضغط على النظام. ونحن جميعاً بحاجة إلى أن نجتمع معاً للضغط على دمشق للدخول في مفاوضات سياسية. إن المشاركة الفاترة مرة أخرى ليست كافية. ويلزم الآن الشعور بالإلحاح. هذا هو الطريق الوحيد للمضي قدما.

وسنواصل، نحن الاتحاد الأوروبي، ممارسة الضغط على نظام دمشق. إن عقوباتنا قائمة حتى يفهم النظام بشكل كامل لا لبس فيه أنه لا يمكن أن يكون هناك تطبيع ولا إعادة إعمار حتى يغير نهجه، ويضع حداً لقمعه للشعب السوري، وينخرط في مفاوضات [سياسية].

ولا يزال الاتحاد الأوروبي حازما في دعمه القاطع والدائم للحل السياسي وفقا لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة [2254]. واسمحوا لي، في هذا الصدد، أن أثني على جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة [غير او بيدرسن] ونحن نتطلع إلى إعادة عقد اللجنة الدستورية في أقرب وقت ممكن حالما تسمح بذلك الجوانب العملية.

لا تنسوا الجانب الإنساني من كل هذا. أيها الوزراء والزملاء الأعزاء، لا يزال الملايين من السوريين يعتمدون على الدعم الدولي. ويجب أن نستجيب باسم إنسانيتنا المشتركة. وهذه هي مهمتنا الأخرى اليوم.

لا تزال المعاناة الإنسانية الرهيبة والاحتياجات الإنسانية الطارئة مستمرة في سوريا نفسها. لا يزال اللاجئون السوريون مشتتين في جميع أنحاء المنطقة. ولذلك، نحن بحاجة إلى تقديم دعمنا لجيران سوريا - الأردن ولبنان وتركيا - التي تؤوي ملايين اللاجئين السوريين بروح من التضامن والكرم. كما يستحق العراق ومصر دعمنا. 

منذ عام 2011، قدم الاتحاد الأوروبي بشكل جماعي 20 مليار يورو في شكل مساعدات لصالح السوريين المحتاجين، في سوريا وخارجها. وهذه المساعدة ستقدم طالما كان ذلك ضروريا، ولكنها ستتوقف على نجاح تعهدنا اليوم.

من مؤسسات الاتحاد الأوروبي وحدها، [التعهد] هو 2.3 مليار يورو لهذا العام وفي العام المقبل. ويشمل ذلك 560 مليون يورو لعام 2021، والتعهد بأكثر من مليار يورو لعام 2020، و700 مليون يورو مقدمة في شكل مساعدات مالية كلية.

ونحن نطلب اليوم تعهدات سخية حتى يعرف أولئك الذين وقعوا في مرمى نيران هذا الصراع، والذين اضطروا إلى الفرار من ديارهم، أنهم على الأقل محميون. 

وبروح مؤتمر اليوم، ولمصلحة الأشخاص المحتاجين في سوريا – النازحون والمرضى والذين يعانون – أود أن أضيف دعوتي الشخصية الخاصة لتجديد القرار عبر الحدود من أجل سوريا في نيويورك الشهر المقبل. وسيكون ذلك إشارة أمل وثقة في مستقبل سوريا كبلد لجميع السوريين. 

أيها الوزراء الأعزاء، والزملاء الأعزاء، والأصدقاء الأعزاء. دعونا نستجيب اليوم لاحتياجات الشعب السوري واللاجئين السوريين.

لنعمل أيضا على خيار لا لبس فيه، معا، لتجاوز المأزق السياسي الراهن والتحرك نحو تسوية سياسية حقيقية وشاملة ودائمة للصراع السوري. 

شكرا جزيلا لكم على الاهتمام.

رابط الفيديو https://audiovisual.ec.europa.eu/en/video/I-192685

Peter Stano
Lead Spokesperson for Foreign Affairs and Security Policy
+32 (0)460 75 45 53