في كانون الثاني 2011 م. أطلق مكتب ممثلية الاتحاد الأوروبي في الضفة الغربية وقطاع غزة والأونروا دراسةً
تحليلية لمنظمات المجتمع المدني في فلسطين. وقد تمّ إنجاز الدراسة في أيار 2011 م. وفي تشرين الأول
2014 م تم إطاق دراسة ثانية تهدف إلى تحديث وتوسيع الدراسة التحليلية التي أجريت في عام 2011 بدعم
من برنامج الاتحاد الأوروبي لتمكين المجتمع المدني في جنوب المتوسط. وقد تم إنهاء العمل البحثي في
كانون الأول عام 2014 حيث سنأتي على ذكر النتائج الرئيسية للدراسة في هذا التقرير.
أجريت الدراستان في إطار سياسات الاتحاد الأوروبي لدعم المجتمع المدني في الدول الشريكة. ركّزت هذه
السياسات بشكل متزايد، خاصة بعد “الربيع العربي” في عام 2011 م، على دعم إشراك منظمات المجتمع
المدني في الحوار بشأن السياسات والحوكمة، وليس فقط في تنفيذ المشاريع والبرامج وإنما كشركاء في
عملية صنع السياسات وإدارة الموارد العامة. وبالتالي الاعتراف بشرعية وقدرة منظمات المجتمع المدني على
القيام بدور مستقل وفعّال بالشراكة مع المؤسسات العامة ومع الآخرين.
ويستند الإطار النظري للدراسة على مجموعة من المفاهيم والأدوات التحليلية، تهدف إلى التعرّف على
اللاعبين الرئيسيين المشاركين في تطوير المجتمع المدني، وتحليل الديناميات والعمليات التي تشارك فيها
منظمات المجتمع المدني، وتحديد الاحتياجات الرئيسية في مجال بناء القدرات والتطوير المؤسساتي لمنظمات
المجتمع المدني. ولم تركّز الدراسة على المنظمات غير الحكومية فقط، بل على مجموعة شاملة ومتنوعة من
المنظمات التي يمكن تحليلها من خال أربعة مستويات تنظيمية رئيسية هي: المنظمات الشعبية والمنظمات
المجتمعية القاعدية )المستوى الأول( والمنظمات غير الحكومية ومنظمات أخرى وسيطة )المستوى الثاني(، ثم
المنابر المحلية والقطاعية/ التخصصية والوطنية )المستويين الثالث و الرابع(.
ومن منظور منهجي، فقد تميّزت الدراسة التحليلية ببعض الملامح الرئيسية المحددة، والتي تشتمل على:
النهج التشاركي. أي دمج كل من المعلومات الكمية والنوعية وكذلك دمج “العناصر الواقعية” )العمليات
والمواقف، والموارد، والإجراءات، وغيرها(، و”العناصر المعرفية” )مثل عكس الواقع، وأهداف وغايات و توقعات
ذوي العلاقة ، وما إلى ذلك(، وأخيرًا زيادة المعرفة والمعلومات المتوفرة. وقد استخدمت مجموعة متنوعة من
مصادر المعلومات، بما في ذلك مصادر الوثائق، ونشاطات قائمة على المشورة والاستشارات، مثل المقابات
الفردية، لقاءات المجموعات البؤرية، وورش العمل، والمسوحات القائمة على الاستبيانات.