السؤال الذي يتم طرحه دائما ولماذا الاجابة تكون غير مرغوبة..

02.10.2021

 

"كيف تقيمون الانتخابات حتى الآن؟" يأتي السؤال في كل مقابلة أو لقاء تقريبا مؤكدا كما تشرق الشمس مثل كرة من النار شرقي بغداد. وإذا كان رد بعثة الاتحاد الأوروبي لرصد الانتخابات مؤهلًا لقائمة أكثر الأغاني التي يتم تشغيلها على الراديو؟ من المحتمل أن يحصل على المركز الاول. فقط أن إجابة بعثة الاتحاد الأوروبي لرصد الانتخابات (EU EOM) لن تكون شائعة أو محبوبة بنفس القدر. حيث ان الجواب يكون دائما بشكل أساسي: "لا يمكننا التعليق في هذه المرحلة".

"السؤال حول النتائج التي توصلنا إليها هو سؤال صحيح ومهم" ، كما تقول رئيسة الراصدين فيولا فون كرامون. "لهذا السبب نحن هنا في العراق: لتقييم جودة العملية الانتخابية. لكن لا يمكننا الإجابة على هذا السؤال قبل يوم الانتخابات. إذا ردت بعثة الاتحاد الأوروبي لرصد الانتخابات، فسوف تتعرض البعثة لخطر انتهاك أحد مبادئها الأساسية: عدم التدخل في العملية الانتخابية".

توضح فون كرامون، "هذا المبدأ مكفول في مدونة سلوك صارمة. تمت المصادقة عليه في عام 2005 من قبل 21 منظمة مراقبة الأكثر احترامًا في جميع أنحاء العالم، وهو أساس ملزم لبعثات رصد الانتخابات التابعة للاتحاد الأوروبي".

تقول الوثيقة: "يجب أن يقدم الرصد الدولي للانتخابات، عند الإمكان، توصيات لتحسين نزاهة وفعالية العمليات الانتخابية والعمليات ذات الصلة، مع عدم التدخل فيها وبالتالي إعاقة مثل هذه العمليات".

"نحن بصفتنا بعثة الاتحاد الأوروبي لرصد الانتخابات نتفهم تمامًا الإحباط عندما لا نعلق. يتوقع الناس منا أن نقول شيئًا ما. غالبًا ما يتوقعون منا أن نكون الحكم الذي يقرر ما هو الصواب وما هو الخطأ"، تقول فون كرامون. "لكننا مجرد راصدين. نحن لا نشرف أو نعطي تعليمات. كما اننا محايدون ومستقلون ولا نمثل مصلحة أي شخص".

"لجعلها أكثر شفافية، دعنا نستخدم مثالًا بسيطًا لمباراة كرة قدم" ، تقول رئيسة الراصدين. "هناك فريقان على أرض الملعب، وهناك حكم واحد بالإضافة إلى مساعديه. الفرق هي المرشحين والأحزاب، والحكم هو لجنة الانتخابات والمحاكم والهيئات التنظيمية الأخرى. ثم هناك الناس على المدرجات. من بينهم: راصدو الانتخابات  للاتحاد الأوروبي"، تشرح فون كرامون. "نحن مدعوون للرصد".

"إذا ركض المتفرجون فجأة إلى أرض الملعب، لإخبار الفرق بكيفية اللعب أو لتصحيح قرارات الحكم، فسيكون ذلك بمثابة اضطراب كبير في اللعبة. من الأنسب بكثير التحليل بعد انتهاء المباراة، وتقديم تقرير وتوصيات - للفرق والحكم، مع اقتراح كيفية لعب مباراة أفضل في المرة القادمة".

وهذا ما تفعله بعثة الاتحاد الأوروبي لرصد الانتخابات: "ينشر راصدو الاتحاد الأوروبي بيانًا أوليًا بعد يومين من الانتخابات في مؤتمر صحفي في بغداد. يعكس هذا البيان أهم النتائج والاستنتاجات حول العملية الانتخابية حتى يومنا هذا. يطلق عليه تقرير أولي لأن العملية الانتخابية لم تنته بعد"، تقول رئيسة الراصدين. سيتم نشر تقرير نهائي، مع توصيات، بعد حوالي شهرين. هذا التقرير علني أيضًا وستتم مناقشة التوصيات مع جميع أصحاب المصلحة المعنيين في العملية الانتخابية.

لكن يبقى السؤال: ما هي القيمة المضافة التي يملكها راصدو الاتحاد الأوروبي في الانتخابات البرلمانية الحالية؟ "بالنسبة لانتخابات ديمقراطية حقيقية، من المهم أن يتمكن الناس من اختيار ممثليهم المستقبليين في البرلمان والقادة بحرية" تؤكد فون كرامون. "إن وجود بعثة رصد دولية، تتابع عن كثب جميع جوانب العملية الانتخابية في جميع أنحاء البلاد، يمكن أن يردع التزوير والترهيب وبالتالي يساهم في ثقة المواطنين في الانتخابات. كلما خرج عدد أكبر من الناخبين للتصويت، كلما كانت النتائج أفضل تعكس إرادة الشعب". تضيف رئيسة الراصدين.

 

اقرأ المزيد عن قواعد السلوك هنا:

https://eeas.europa.eu/archives/docs/eueom/pdf/declaration-of-principles_en.pdf