في ذكرى المُحرقة، نتذكر أولئك الذين قتلوا لا لذنب إلا أنهم ولدوا. ونتذكر المحاولة المنهجية للنظام النازي وحلفائه إبادة الشعب اليهودي ومجموعات أخرى على أساس عرقهم أو معتقداتهم أو توجهاتهم الجنسية.
هذا اليوم هو يوم للذكرى وللعمل من أجل عصرنا. وقالت أخيراً ليليانا سيغري - وهي عضو لمدى الحياة في مجلس الشيوخ الإيطالي وناجية من المُحرقة - إن ذكرى المحرقة يجب أن تساعد الأوروبيين اليوم على "رفض تجربة اللامبالاة تجاه الظلم الذي يحيط بنا، والبقاء يقظين، وعلى أن يدركوا أكثر مسؤولية الجميع تجاه الآخرين".
إنّ إحياء الذكرى مسؤولية فردية وجماعية، خصوصاً في الأوقات التي تبرز فيها معاداة السامية من جديد، وتزدهر فيها مجدداً نظريات المؤامرة المعادية للسامية، وتنتشر الهجمات ضد اليهود وذكرى المُحرقة على نطاق واسع داخل أوروبا وخارجها. لذلك يقع علينا أكثر من أي وقت مضى واجب "البقاء يقظين" ضد جميع أشكال العنصرية والتمييز، القديمة منها والجديدة، للتفاعل والتحرّك.
طالما كان الاتحاد الأوروبي ملتزماً بمواجهة أي شكل من أشكال معاداة السامية، بما في ذلك محاولات التغاضي عن المُحرقة أو تبريرها أو التقليل من شأنها. وأبصر المشروع الحديث للاندماج الأوروبي النور كرد على الحرب العالمية الثانية والمُحرقة. وبُني الاتحاد الأوروبي في المقام الأول على قرار يقول "إن ما حصل لن يتكرر أبداً". لقد أدركنا أن تنوع قارتنا هو ما يجعلنا أقوياء، وبات الحفاظ على التنوع هدفاً أساسياً لاتحادنا، بما في ذلك في سياستنا الخارجية.
إنّ معاداة السامية، وكذلك جميع أشكال العنصرية، هي هجوم يستهدف أسس الاتحاد الأوروبي نفسه؛ إنه هجوم يستهدفنا جميعاً.