محو الأمية : الحق في تعليم جيد للجميع

05.01.2021

تُبين الدروس المستخلصة خلال السنوات الأخيرة أن تكثيف المبادرات لا يكفي لمحو الأمية لدى الجميع. ومن ثم، فمن الضروري أن يظل هذا الهدف أولوية سياسية حقيقية، ذلك أن محو الأمية أمر لا محيد عنه للقضاء على الفقر وخفض معدل وفيات الأطفال والأمهات وإقامة المساواة بين الجنسين وتحقيق التنمية المستدامة وإرساء السلم والديمقراطية. ومن هذا المنطلق، فإن دعم الاتحاد الأوروبي لقطاع محو الأمية في المغرب يساهم في الإدماج الاجتماعي والاقتصادي للمواطنين

 

وتقوم الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والوكالة الوطنية لمحاربة الأمية على مبدئي الاستدامة والثقة ولا أدل على ذلك دعم الاتحاد للاستراتيجية المغربية لمحو الأمية منذ أثنتا عشر سنة.

وفضلا عن النتائج الكَمِّية، تجدر الإشارة أن الاتحاد الأوروبي يواكب الوكالة في التغيير من خلال الانتقال من منطق العرض - حيث يوجد المستفيد في آخر سلسلة القيم - نحو منطق الطلب حيث يوجد المتعلم وجاجياته الخاصة في قلب المنظومة.

ويعتبر هذا من الأهمية بمكان لأن محو الأمية هي المرحلة الأولى في التعلم مدى الحياة بالنسبة للكبار الذين لم يتلقوا أي تعليم في الماضي. ومحو الأمية في الواقع هو اكتساب مهارة التعلم التي ستمكن بعد ذلك من اكتساب مهارة الفهم، ولهذا فإن أوان التعلم لا يفوت أبدا.

إن الشخص الذي يجيد القراءة والكتابة والحساب ويعرف كيف يستعمل كفائاته الرقمية - وهي الكفاءات الأربعة الرئيسية- يصبح مواطنا مستقلا واثقا من نفسه وقادرا على تطوير حياته.

ويندرج دعم الاتحاد الأوروبي لمحو الأمية في المغرب ضمن مقاربة تقوم على الحقوق لاسيما الحق في تعليم جيد للجميع.

Young man writting in a blackboard

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

محو الأمية: أولوية وطنية ومسؤولية مشتركة

تبعث أرقام محو الأمية في المغرب عن الانشغال رغم الجهود التي تبذلها الحكومة لاسيما إذا قورنت ببلدان المنطقة. وحسب الإحصاء العام لسنة 2014، فإن 32،2 في المائة من سكان المغرب ما فوق عشر سنوات يعانون من الأمية، وهو ما يمثل 8،6 مليون شخص في المجموع. وترتفع هذه المعدلات في صفوف النساء وفي العالم القروي. ويعاني من الأمية زهاء 11 في المائة من الأشخاص المتراوحة أعمارهم بين 15 و29 سنة وتعكس هذه الأرقام آثار ظاهرة الانقطاع عن الدراسة ومشكلة جودة التعليم واستدامة التعلم.

ويتوفر قطاع محو الأمية على خارطة طريق تهدف إلى تحقيق نسبة أمية تقل عن 20 في المائة (وأقل من 10 في المائة بحلول سنة 2026). ولهذا الغرض، يُتوقع رفع عدد المتعلمين سنويا إلى 1.200.000 شخص ومضاعفة الجهود لضمان استدامة التعلم.

دعم الاتحاد الأوروبي منذ 2008

برنامج دعم الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية – المرحلة الأولي (2008-2015): 27 مليون أورو

برنامج دعم الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية – المرحلة الثانية (2011-2018): 35 مليون أورو

برنامج دعم الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية – المرحلة الثالثة (2019-2023): 50 مليون أورو

بدأت المرحلة الثالثة للبرنامج في مستهل 2019 في ست جهات: مراكش-آسفي؛ الدارالبيضاء-سطات؛ فاس-مكناس؛الرباط-سلا-القنيطرة؛ طنجة-تطوان-الحسيمة؛بني ملال-خنيفرة.

النتائج المنتظرة:

  • الرفع من عدد المتعلمين في إطار برامج محو الأمية، خاصة المجموعات المستهدفة المكونة من الشباب والنساء وسكان العالم القروي، تماشيا مع الأهداف الكمية التي حددتها الحكومة؛
  • تحسين هندسة التكوين وجودته من خلال مقاربة مناسبة للمتعلمين الكبار وتنويع طرق التعلم (بما في ذلك استعمال تكنولوجيات المعلومات والاتصال)؛
  • تفعيل الإدماج السوسيواقتصادي للأشخاص المنعتقين من الأمية من خلال إقامة جسور نحو منظومة التكوين المهني، ما سيمكن الأشخاص المعنيين من إقامة أنشطة مدرة للدخل وتتبع المتعلمين؛
  • إضفاء الطابع الترابي على الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية من خلال تكييف البرامج مع الواقع المحلي وتحسين الحكامة على المستويين الجهوي والإقليمي.

 

Two elderly women reading

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ولقد ساهم دعم الاتحاد الأوروبي بشكل هام في النتائج المحصل عليها في القطاع منذ 2008 حيث مكن 3،5 مليون شخصأ من الاستفادة من برامج محو الأمية.

على المستوى النوعي، ساهم دعم الاتحاد الأوروبي في تحسين حكامة المنظومة واستهداف المجموعات ذات الأولوية وجودة الأدوات التعليمية، كما ساهم في تعزيز كفاءات المكونين (قرابة 10.000 معلم في السنة على صعيد الجهات المستهدفة) وتوسيع الشراكة مع الجمعيات ووضع نظام للتقييم وتسليم شهادات للمستفيدين.


أنظر أيضا