تعاون الاتحاد الأوروبي ومنظمة الصحة العالمية لتعزيز الرعاية الصحية في السودان خلال الحرب

في ١٥ أبريل من عام 2023 اجتاح العنف العاصمة السودانية الخرطوم وأجبر ملايين الأشخاص على ترك منازلهم. ومع استمرار تدهور الحالة الأمنية خلال العامين التاليين  في جميع أنحاء البلد، تفاقمت الحالة الإنسانية أيضا. مع نزوح أكثر من 10 ملايين شخص إلى مناطق أكثر أمانا، أصبحت الموارد العامة المتاحة تحت ضغط هائل من التدفق الغير مسبوق من النازحين.

 

يواجه النظام الصحي في السودان على وجه الخصوص واقعا قاتما. أكثر من ثلثي المستشفيات غير عاملة، مما ترك المرافق المتبقية شريان حياة هشا للأشخاص الذين يحتاجون إلى رعاية صحية عاجلة. ومع ذلك، كانت هذه المستشفيات تعاني أيضا من نقص في الموظفين والإمدادات الطبية و الأموال لتغطية تكاليف التشغيل الأساسية.

 يدعم الاتحاد الأوروبي منظمة الصحة العالمية للحفاظ على المستشفيات طوال فترة النزاع. حيث تم توجيه تمويل قدره 20,500,000 يورو لمكافحة العدوى ومراقبة الأمراض وتوفير الإمدادات الطبية الحيوية وتغطية تكاليف التشغيل الأساسية. 

تعزيز التأهب والاستجابة أثناء الأزمات

وفي إطار مشروع "تعزيز تأهب النظام الصحي والاستجابة له لمعالجة الأزمة الحالية"، تمت تلبية الاحتياجات الصحية الفورية و كان أحد التدخلات الرئيسية هو تركيب عشر محارق نفايات طبية في أربع ولايات رئيسية في جميع أنحاء السودان (بورتسودان ونهر النيل وكسلا والولاية الشمالية) وقد كانت عطبرة احدى المدن التي تم تركيب محرقة نفايات طبية فيها حيث استقبلت المدينة مئات الآلاف من النازحين، و كان عبء النفايات الطبية على المستشفى قد وصل الى مستوى الأزمة. يرسم الدكتور إبراهيم سعد، المدير الطبي لمستشفى عطبرة التعليمي، صورة قاتمة:

لم تكن المدينة مستعدة للتعامل مع هذا العدد من الأشخاص. كان قسم الطوارئ في المستشفى يستقبل  15,000 مريض في الشهر قبل اندلاع الصراع. اليوم، ارتفع هذا العدد بنسبة 400٪ إلى 60,000 مريض 

تأسس مستشفى عطبرة التعليمي في عام 1906 لخدمة المجتمع الذي يعيش في المدينة وتوفير بيئة لتدريب طلاب كلية الطب بجامعة عطبرة. مع استمرار نمو المدينة، استمر المستشفى في النمو. الآن، منذ اندلاع الحرب، أصبح المستشفى في الخطوط الأمامية لأزمة صحية اجتاحت البلاد، حيث يوفر المستشفى العلاج للمرضى الذين يصلون من جميع أنحاء السودان . مما أدى إلى أزمة نفايات طبية غير مسبوقة للمستشفى. 

بالنسبة لمستشفى عطبرة التعليمي، كانت هذه أول محرقة للنفايات الطبية يتم تركيبها، وهي قطعة أساسية للبنية التحتية كانت مفقودة:

لم يكن لدى المستشفى نظام للتعامل مع النفايات الطبية الخطرة في الماضي. وقد  أدى الصراع إلى تفاقم الوضع." يوضح الدكتور إبراهيم سعد. إن المحرقة ركن أساسي في نظام معالجة النفايات الطبية حيث تحسن جودة الرعاية التي يمكننا تقديمها من خلال وجود أنظمة لمكافحة العدوى وسلامة المرضى. كما أنها تزيد من الرضا الوظيفي لكل من الموظفين والزوار

جلب وصول الناس من الخرطوم أيضا بعض المزايا الغير المتوقعة، كما لاحظت فاطمة عباس، وهي معلمة ومقيمة منذ فترة طويلة في عطبرة: "لقد جاء أطباء ممتازين  من مختلف التخصصات للعمل في عطبرة الآن. لقد استقبلنا أيضا معلمين ممتازين".  

Video file

توسيع القدرة الاستيعابية في بورتسودان

في ولاية البحر الأحمر في شرق السودان، نفس العوامل أثرت على مستشفى بورتسودان التعليمي بشدة حيث كانت مدينة بورتسودان بمثابة نقطة عبور وملجأ لمئات الآلاف من النازحين. وقد تم توجيه دعم الاتحاد الأوروبي هنا نحو بناء وحدة جديدة موسعة لقسم الطوارئ، بالإضافة الى محرقة للنفايات الطبية ودعم لسكن الأطباء النازحين. 

ويساعد التركيز على الاستعداد والاستجابة عند تعزيز المرافق الصحية القائمة على ضمان تعزيز المرافق والبنية التحتية القائمة لمواصلة خدمة المجتمعات المضيفة والنازحة على المدى الطويل، مع الاستمرار في تلبية الاحتياجات الإنسانية الفورية. ويساعد هذا النهج المترابط، الذي يجمع بين المساعدة الإنسانية والإنمائية والمساعدة لحفظ السلام، في منع تصاعد الأزمات وتفاقمها لتتحول إلى مزيد من الصراع داخل المجتمعات المحلية. 

ولا يزال الاتحاد الأوروبي ثابتا في التزامه بدعم مرافق الرعاية الصحية التي توفر الرعاية الطبية الأساسية للشعب السوداني طوال هذا الصراع.