إعلان الممثلة العليا/ فيدريكا موغريني بالنيابة عن الاتحاد الأوروبي بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة في 3 أيار/ مايو 2019
نحتفل في اليوم العالمي لحرية الصحافة بالدور الحيوي للصحافة الحرة، ليس فقط كناقل للأخبار التي يُوثَقُ بها والدقيقة، وإنما كصرح ديمقراطي. ترتبط جودة العمل الديمقراطي بحرية التعبير وحرية الإعلام والتعددية، ولا يوجد ديمقراطية بلا صحافة حرة حقاً.
يقف الإعلام الحر المتنوع المُستقل في نفس المكان الذي يقف فيه المجتمع التعددي المنفتح ليتحمل المسؤولية العظيمة المتعلقة بضمان صحة ودقة الخبر الذي يصل الجمهور. تقوم الصحافة الاستقصائية بالدور الرقابي اللازم الذي يُساعد الجمهور في وضع الحكومات والمؤسسات، على كافة المستويات، مَوضع المساءلة على أعمالها والتزاماتها. إلا أننا نرى المزيد من المحاولات الرامية إلى تضييق مساحة الإعلام الحر من خلال التقويض المُمَنهَج لمصداقيته، وهناك العديد من الصحفيين الذي قُتلوا أو كانت حياتهم عُرضة للخطر عندما قاموا بالكشف عن حقائق غير مريحة.
يتناول الاحتفال السادس والعشرون العالمي هذا العام التحديات الحالية التي تواجه الإعلام في الانتخابات، في زمن المعلومات المُضَلِّلَة والقدرة الكامنة للإعلام على دعم الديمقراطية والسلام والمصالحة. للمعلومات المُضَلِّلَة قدرة كامنة كبيرة في التأثير السلبي على العمل الديمقراطي والحوار العام في جميع أنحاء العالم، ولا يشكل الاتحاد الأوروبي استثناءً لذلك.
لهذا قُمنا بإطلاق "خطة عمل الاتحاد الأوروبي ضد المعلومات المُضَلِّلَة " (*) التي تُعزز استجابة الاتحاد الأوروبي في تعزيز صمود مجتمعاتنا في وجه المعلومات المُضَلِّلَة. تُرَكِّز الخطة على تحسين القدرة على الكشف عن المعلومات المُضَلِّلَة والتنسيق وتوحيد الخطوات التي يقوم بها الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء، وحشد القطاع الخاص لِيُوفي بالتزاماته، ونشر الوعي العام وتمكين المواطنين. تعتمد صحة الديمقراطية على الحوار العام المُنفتح الحر والعادل، وواجبنا هو حماية هذه المساحة وأن لا نسمح لأي أحد أن يَنشُر معلومات مُضَلِّلَة تُشعل الكراهية والانقسام والشك في الديمقراطية.
يعمل الاتحاد الأوروبي على تعزيز الإعلام الحر العادل في بلاده وفي العالم من خلال علاقاته مع الدول الأخرى ومن خلال تقديم التمويل لمشاريع مستهدفة تُعَزِّز جودة الصحافة وحرية الصحافة والوصول إلى المعلمات العامة. ففي الوقت الذي تَتَعرض فيه الصحافة للضغط المتزايد، يؤكد الاتحاد الأوروبي من جديد على إصراره على الدفاع عن حرية الصحافة والإعلام ضمن حدوده وفي كافة أرجاء العالم.
(*) تبنت المفوضية والممثل الأعلى في 5 كانون أول/ ديسمبر 2018 بيان مُشترك يَضَع "خطة عمل ضد المعلمات المُضَلِّلَة".