بيان صحفي كلمة سفير الاتحاد الأوروبي لدى دولة الكويت

05.07.2020
Kuwait

تشهد مرحلة الخروج التدريجية من جائحة كوفيد-19 استمراراً في العلاقات الثنائية الممتازة بين دولة الكويت والاتحاد الأوروبي  في آفاق جميع المجالات: السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، حيث سنحتفل بالذكرى السنوية الأولى لتأسيس بعثة الاتحاد الأوروبي في دولة الكويت في غضون عشرة أيام فقط من الآن والذي حضر مراسم افتتاحها وزير خارجية دولة الكويت والممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي يوم 14 يوليو 2019 في مقر البعثة في برج الحمرا. عززت هذه الخطوة العلاقات الثنائية بين الاتحاد الأوروبي ودولة الكويت وادت إلى تعميق شراكاتنا مع دولة الكويت ودول مجلس التعاون بعد أن أصبح وجود الاتحاد الأوروبي ملموساً في منطقة الخليج. كذلك، تواصلت الاتصالات رفيعة المستوى بين الاتحاد الأوروبي و دولة الكويت الأسبوع الماضي - قبل يوم واحد من مؤتمر بروكسل الرابع حول سوريا – حيث جرت مكالمة هاتفية مهمة بين الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، معالي السيد جوزيب بوريل، ونظيره الكويتي، معالي سعادة الشيخ د. أحمد ناصر المحمد الأحمد الجابر الصباح.

يعتبر الاتحاد الأوروبي دولة الكويت شريكاً متزايد الأهمية وطموحنا هو أن يكون لدينا تعاون شامل ومتعدد الأبعاد يغطي الحوار السياسي والاقتصادي والتجارة والتعاون القطاعي والإقليمي. لطالما شهدت العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والكويت عمق وقوة على مدار التاريخ، حيث لعبت الكويت دوراً رئيسياً في تعزيز المشاركة من إقليم إلى إقليم بين الاتحاد ومجلس التعاون في إطار اتفاقية التعاون بين الاتحاد ودول المجلس عام 1988. ثم شهدت علاقاتنا الثنائية دفعة قوية في الآونة الأخيرة عندما أصبحت الكويت الدولة الأولى في منطقة الخليج التي وقعت على اتفاقية تعاون مع دائرة العمل الخارجي الأوروبية في يوليو 2016 والتي توفر هذه الاتفاقية منصة لإجراء مشاورات سياسية منتظمة تغطي التحديات الإقليمية المشتركة في الشرق الأوسط اضافة إلى العلاقات الثنائية. ومن المقرر عقد الاجتماع الثاني لكبار المسؤولين بين الاتحاد الأوروبي ودولة الكويت في 16 يوليو 2020 بشأن تنفيذ ترتيبات التعاون تحت القيادة المشتركة بين مساعد وزير الخارجية الكويتي للشؤون الأوروبية، معالي سعادة السفير السيد وليد الخبيزي، والمدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في دائرة العمل الخارجي الأوروبية، معالي السيد فرناندو جنتيليني، عبر تقنية الفيديو كونفرانس مع الأخذ في الاعتبار استمرار قيود السفر الحالية وتدابير التباعد الاجتماعي للحد من إنتشار الفيروس.

لا تقتصر العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودولة الكويت بأي حال من الأحوال على المشاركات الرسمية على مستوى الحكومة بل يتم تعميقها وإثرائها أكثر من خلال التبادلات بين الأفراد والحوار بين الشركات والتعليم والدبلوماسية الثقافية والتبادل البرلماني، حيث استضاف مجلس الأمة الكويتي وفداً برلمانياً اوروبياً في ديسمبر 2018 ومن المتوقع ان يتم تنظيم زيارة مماثلة لبروكسل من البرلمانيين الكويتيين عندما تسمح الظروف بذلك. إن الاستئناف الكامل للاتصالات المستمرة على جميع المستويات سيعتمد بالطبع على مدى تمكننا من احتواء جائحة كوفيد-19 في الاتحاد الأوروبي ودولة الكويت، فإن إعادة فتح حدود دول الاتحاد الأوروبي بالكامل سيعتمد إلى حد كبير على نجاح هذه الجهود. ولكن تشير الجهود المبذولة حتى الان إلى نتائج وخطوات إيجابية حيث تمكنت دول الاتحاد الأوروبي ان تتغلب على صعوبة الأزمة تدريجيًا ومن ثم اعاد الاتحاد فتح الاقتصاد والحدود بين الدول على مراحل تدريجية - داخلياً وخارجياً - بعد ان واجهت عدة أسابيع صعبة للغاية عندما صنفت منظمة الصحة العالمية أوروبا كمركز للأزمة.

اما بالنسبة إلى فتح السياحة في دول الاتحاد الأوروبي، وافقت دول الاتحاد في 30 يونيوعلى إصدار توصية برفع القيود الؤقتة التي كانت سارية منذ منتصف مارس 2020 بسبب وباء الكورونا جزئياً وتدريجياً اعتباراً من 1 يوليو على السفر الغير ضروري إلى الاتحاد الأوروبي وفضاء الشنغن (جميع دول الاتحاد الأوروبي باستثناء أيرلندا بالإضافة إلى أربع دول أعضاء في رابطة التجارة الحرة الأوروبية). تشمل هذه التوصية قائمة تضم 14 دولة فقط يُسمَح لسكانها بالدخول للسفر "الغير ضروري" والجدير بالذكر ان تحديد هذه القائمة يعتمد على معايير رئيسية لها علاقة بالحالة الصحية العامة لسكان تلك البلدان حيث تم على أساسها تحديد تلك الدول فيما يخص وضع جائحة فيروس كورونا ومعدل الإصابات الحالية والجديدة الشبيهة لدول الاتحاد الأوروبي خلال فترة الـ 14 يومًا الماضية او الدول التي لديها معدل أقل من الإصابات. أما المعيار الثاني خلال هذه المرحلة الأولى من إعادة فتح حدود دول الاتحاد الأوروبي يشتطرت على المعاملة بالمثل - أي - ان الدول المعنية تسمح لمواطني الاتحاد الأوروبي بالدخول للسفر الغير ضروري إليها قريبًا.

في حين أنه لم يتم تضمين الكويت ولا أي من دول مجلس التعاون الخليجي في هذه القائمة الأولى ، فمن المهم أن يتم بأخذ الإعتبار أن هذه القائمة سيتم مراجعتها كل أسبوعين بناءً على التغييرات في الوضع الوبائي والبيانات المقدمة من مركز الاتحاد الأوروبي للوقاية من الأمراض ومنظمة الصحة العالمية، مع استكمالها بالمعلومات النوعية المقدمة من بعثات الاتحاد الأوروبي في الدول الثالثة لغرض تحديث القائمة، ومن ثم سيتم إضافة البلدان التي تشهد تحسن في وضعها الوبائي ويمكن إزالة البلدان التي سوف تواجه تدهور في وضعها الصحي. لذلك، من الجدير بالذكر ان هذه القائمة الأولى وليست القائمة الأخيرة.

بالإضافة إلى ذلك، من المهم أيضًا أن نفهم أن القيود المؤقتة التي تم وضعها على السفر الغير الضروري منذ منتصف مارس - والتي لا تزال سارية حتى إشعار آخر للغالبية العظمى من البلدان - لم يُقصد بها على أنها حظر شامل يمنع دخول هذه البلدان إلى دول الاتحاد الأوروبي، إنما تم إعفاء مواطني الاتحاد الأوروبي وأفراد أسرهم والمقيمين لفترة طويلة في الاتحاد الأوروبي وأفراد أسرهم وكذلك قائمة طويلة من المسافرين الذين لديهم وظيفة أو حاجة أساسية بناءً على شروط معنية. يمكن أن يكون هؤلاء المسافرون: أخصائيو الرعاية الصحية ، عمال الحدود ، العمال الموسميون في الزراعة ، موظفو النقل ، الدبلوماسيون وموظفو المنظمات الدولية ، الركاب العابرون ، المسافرون الذين يسافرون لأسباب عائلية حتمية ، البحارة ، الأشخاص الذين يحتاجون إلى الحماية الدولية أو لأسباب إنسانية أخرى ومواطني الدول الثالثة الذين يسافرون لغرض الدراسة والعاملين المؤهلين تأهيلا عالياً في بلد ثالث - إذا كان عملهم ضروريًا من منظور اقتصادي ولا يمكن تأجيل العمل أو تأديته في الخارج.

يحظى زوار الكويت بتقدير كبيراً في دول الاتحاد الأوروبي. وبالنظر إلى الأهمية الاقتصادية الكبيرة للسياحة للعديد من الدول الاتحاد، فإن قرار البدء في رفع قيود السفر المؤقتة إلى الاتحاد الأوروبي على مراحل تدريجية بناءً على اتباع معايير الصحة العامة الصارمة لم يتم بسهولة. بصفتي سفير الاتحاد الأوروبي في الكويت، اسمحوا لي أن أصرح بإخلاص تام أنني أتطلع بشدة إلى إدراج الكويت في القائمة بمجرد استيفاء معايير الصحة العامة.

إن الوباء تحدٍ عالمي. ولهذا، أود أن أغتنم هذه الفرصة لأشيد بتدابير دولة الكويت الفعالة والملموسة في مواجهة هذا الوباء. أعتقد أن الكويت استجابت بحزم وفعالية للوضع وبدأت بسرعة كبيرة في اتخاذ التدابير الإجراءات اللازمة لحماية صحة وسلامة شعب دولة الكويت المقيمين على أرضها. تلاحظ بعثة الاتحاد الأوروبي لدى دولة الكويت انخفاض الحالالت اليومية وزيادة الاستردادات الإيجابية. من المهم ان يتم الاستمرار في الالتزام بتوجيهات السلطات الصحية من قبل جميع افراد المجتمع. وتود بعثة الاتحاد الأوروبي لدى دولة الكويت أن تعرب عن امتنانها لجميع موظفي وزارة الصحة والصفوف الأمامية الذين يدعمون جهود واستجابة دولة الكويت للوباء.

وشكراً،

الدكتور كريستيان تودور

معالي سفير الاتحاد الأوروبي لدى دولة الكويت وقطر

-انتهي-