الأزمة السورية: تصريحات الممثل الأعلى /نائب الرئيس جوزيب بوريل في المؤتمر الصحفي لمؤتمر بروكسل الرابع حول دعم مستقبل سوريا والمنطقة

30.06.2020

لقد ترأستُ للتو الجلسة الافتتاحية لمؤتمر بروكسل الرابع حول دعم مستقبل سوريا والمنطقة، إلى جانب نائب الأمين العام للأمم المتحدة، مارك لوكوك، والمبعوث الخاص للأمم المتحدة، غير بيدرسن.

وقد تواصل ممثلون من ثمانون بلداً ومنظمة دولية، فضلاً عن منظمات من المجتمع المدني السوري والدولي عبر الفيديو. إنه صراع مروع، كارثة إنسانية كبيرة تستمر لما يقرب من 10 سنوات. فقد لقي نصف مليون شخص حتفهم، ونحو ستة ملايين لاجئ سوري خارج البلاد، وأكثر من ستة ملايين نازح داخلياً، وملايين من البشر تَضَرَّروا، ودُمِّروا، وحُرِموا من الحياة الطبيعية. إن الوضع الطبيعي الوحيد الذي يعرفه جيل كامل من الفتيان والفتيات السوريين هو الحرب.

وراء هذه الأرقام أناس حقيقيون. ويبين هذا المؤتمر أننا لا ننسى الصراع الدائر. نحن لا ننسى معاناة الشعب السوري، ونحشد الدعم الدولي وراء قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة [2254] والعملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة لتسوية الصراع السوري.

ونؤكد من جديد أن السبيل الوحيد نحو تحقيق سلام دائم هو من خلال المفاوضات الجارية بين السوريين بقيادة الأمم المتحدة في جنيف، وليس من خلال العمليات العسكرية.

ونحث جميع الأطراف على التعاون الكامل مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة [غير] بيدرسن حتى يتسنى عقد الاجتماع الثالث للجنة الدستورية دون مزيد من التأخير. 

ويتعين على النظام أن يفهم أن عليه أن ينخرط حقاً في مفاوضات سياسية. فقط بعد أن يُغَيِّر سلوكه، ويوقف القمع ضد شعبه، ويُشارك في العملية السياسية، يمكننا أن نبدأ في الحديث عن التطبيع.

وفي غضون ذلك، لا تزال الاحتياجات الإنسانية هائلة في سوريا وحولها. ولهذا السبب نرفع تعهداتنا للوفاء بهذه الاحتياجات. علينا أن نبدأ بالقول كَم نُقَدِّر التضامن المستمر للدول المضيفة للاجئين السوريين: تركيا ولبنان والأردن ومصر والعراق. إنهم يحتاجون إلى دعم الاتحاد الأوروبي ويستحقونه، وسيواصلون الحصول عليه. واليوم، تتعهد مؤسسات الاتحاد الأوروبي بتقديم ما مجموعه 2.3 مليار يورو، لهذا العام وفي العام المقبل.

وكان هناك توافق واسع في الآراء هذا الصباح بشأن أهمية وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وفي هذا السياق حول الحاجة إلى التجديد الكامل للقرار عبر الحدود في الأمم المتحدة.

واسمحوا لي أن أكون واضحاً جداً بشأن مسألة أخرى: هناك ميول نحو إلقاء اللوم على العقوبات على أنها السبب في الوضع المُزري للاقتصاد السوري والمَشاق التي يواجهها الشعب السوري. يمكنني أن أتحدث عن العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي وأن أشدد على أنها لا تستهدف السكان المدنيين. ولا توجد عقوبات على المعونة الإنسانية أو على الإمدادات الطبية. إن عقوباتنا تستهدف أولئك الذين يضطهدون الشعب السوري، وتقصف المرافق الصحية والمدارس، وتستخدم الأسلحة الكيميائية.

ومن المهم أن يكون ممثلو المجتمع المدني من سوريا حاضرين خلال المؤتمر وفي الأيام القليلة الماضية. لقد أبهرونا بأفكارهم الجديدة ورغبتهم في التوصل إلى حل سياسي وإنهاء الحرب. وهم يحملون مفتاح مستقبل سلمي لهذا البلد الذي مزقته الحرب.

إن مؤتمر بروكسل، بشكل عام، يُبقي الصراع السوري على رأس جدول الأعمال الدولي. لقد كان هناك مستوى عال من المشاركة، وهو دليل واضح على أننا لم ننس لا سوريا ولا شعبها ولا جيرانها.

وسنواصل الاستجابة للاحتياجات الإنسانية الهائلة المستمرة، وندعو في الوقت نفسه إلى إيجاد حل سياسي. لقد حان الوقت لإطلاق محادثات جنيف، وقد حان الوقت للتوصل إلى حل سياسي وتحقيق سلام شامل في سوريا.

شكراً على اهتمامكم

رابط الفيديو https://audiovisual.ec.europa.eu/en/video/I-192721

سؤال وجواب

س: لدي سؤال حول المشاركة من الشمال الشرقي لسوريا. لديهم لاجئون هناك، ويعانون من كوفيد-19 وهناك أيضاً أزمة مالية. لماذا لا يوجد ممثلون عن المجتمع المدني من شمال شرق سوريا في المؤتمرات السابقة وكذلك في المؤتمر الرابع؟ وهل هناك أي اعتراضات أو رفض من أي بلد؟

لا، لم يكن هناك أي نوع من الحظر أو الاستبعاد لأي شخص.

لقد كنت أتحدث مع مشاركين في المجتمع المدني من سوريا. أمضيت أمس فترة ما بعد الظهر كلها أتحدث مع مجموعة متنوعة من ممثلي المجتمع المدني، واليوم كانت هناك عدة مداخلات. لا أرى أي نوع من الاستبعاد. لا أعرف كيف كان العام الماضي، ولكن الشمال الشرقي أو الجنوب الشرقي، لا يوجد استبعاد لأسباب جغرافية أو عرقية أو لغوية أو أي نوع من الأسباب.

س: حول دور تركيا في الشمال السوري، والآن في ليبيا. ما هو موقف الاتحاد الأوروبي من دور تركيا في المنطقة؟ هل هي قوة استقرار أم أنها في الواقع تهديد؟

 [اليوم] تحدثنا عن القضايا السورية. تحدثنا عن اللاجئين السوريين. إن دور تركيا في مساعدة اللاجئين إيجابي للغاية. إن 3.5 مليون شخص يقيمون على الأراضي التركية لعدة سنوات يشكل بالتأكيد عبئا كبيرا، وقد أظهرت تركيا تضامنها القوي في رعاية هؤلاء الناس، ونحن، الاتحاد الأوروبي، نحاول المساعدة ماليا.

وافق البرلمان الأوروبي الأسبوع الماضي على أكثر من 500 مليون يورو للاجئين السوريين في تركيا. لن يكون المال للحكومة التركية بل لمساعدة اللاجئين السوريين في تركيا. ومن هذا المنطلق لعبت تركيا، في هذه الفترة الطويلة من الحرب، دوراً مهماً وأشكر تركيا والأردن ولبنان والعراق ومصر على جهودهم.

إذا كنت تتحدث عن قضايا أخرى لم تكن على جدول الأعمال اليوم، فأنا أعرف أن لدينا صعوبات ومشاكل مع تركيا بشأن التدريبات العسكرية ولكن هذه ليست القضية اليوم.

س: هل ترى خطر حقيقي من أن تصبح سوريا صراعاً مجمداً؟

لو لم تكن المسألة بهذه الخطورة والدراماتيكية، لقُلت إنني أفضل الصراعات المجمدة على الصراعات المشتعلة. على الأقل عندما تكون مجمدة لا يتم قتل الناس. ولكن إذا كنت تعني الصراع المزمن، لا يمكننا تحمل أن يُصبح الصراع مُزمناً.

ستة ملايين شخص غادروا سوريا، واستقروا في البلدان المجاورة وستة ملايين نازح داخلياً. من الصعب تصور أن المجتمع الدولي والمجتمع السوري وتوازن المنطقة يمكن أن يتحملوا 12 مليون شخص خارج منازلهم إلى الأبد، تستضيفهم البلدان المجاورة ويعيشون على المساعدات الإنسانية الدولية التي تم حشدها من خلال مؤتمرات [متتالية] لإعلان التبرعات.

نحن بحاجة إلى عملية سياسية للعودة إلى سوريا مستقرة وسلمية وديمقراطية. وكان هذا المؤتمر أيضاً حول هذا الموضوع - ولم يكن مجرد مؤتمر إعلان عن الحس الضيق بجمع الأموال، بل أيضاً [مؤتمر] لدعم العملية السياسية الجارية.

 https://audiovisual.ec.europa.eu/en/video/I-192723رابط الفيديو: 

Peter Stano
Lead Spokesperson for Foreign Affairs and Security Policy
+32 (0)460 75 45 53