كلمة السفيرة أنجلينا ايخهورست أثناء الاحتفال بالذكرى ال75 ليوم أوروبا

 

الزميلات والزملاء، أصدقاء الاتحاد الأوروبي الأعزاء،

نائب رئيس الوزراء، الأستاذ الدكتور خالد عبد الغفار – أصحاب السعادة،

دعوني أولاً أتوجه بالشكر لأصدقائنا في عالم الموسيقى، فرقة عمرو صلاح الرباعية الرائعة، والمغنية المتميزة نهى فكري. أنتم فريدون حقاً. أصواتكم في أداء "بلادي" من تأليف سيد درويش، و"أنشودة الفرح" لبيتهوفن، كانت في صميم احتفالنا بيوم أوروبا، التاسع من مايو – في صميم الأمل والسلام.

ولضيوفنا الرائعين، لا سيما المواطنين الأوروبيين، أقول: حضوركم الكبير هذا المساء هو دليل على عمق وصدق صداقتنا – مصر والاتحاد الأوروبي.

قبل ثمانين عاماً، انتهت الحرب العالمية الثانية، أكثر الحروب دموية في التاريخ، حيث فقد ما يُقدّر بـ70 إلى 85 مليون شخص من المدنيين والعسكريين حياتهم. واليوم، لا تزال الحرب على قارتنا، والحرب لا تزال جزءاً من الحياة اليومية لكثير من الأطفال والنساء والرجال في هذه المنطقة.

نعمل جاهدين لنتّحد من أجل إنهاء هذه الحروب، لإنهاء العنف. ويجب أن نعمل بجهد أكبر. نعمل جاهدين لنتكاتف حول رؤية مشتركة للسلام والازدهار، وندرك أن هناك حاجة لمزيد من الأيادي.

قبل 75 عاماً، في عام 1950، اقترح روبرت شومان إنشاء المجموعة الأوروبية للفحم والصلب. وهكذا بدأ المشروع الأوروبي – أعظم مشروع سياسي في التاريخ – لم يبدأ بخطب رنانة، بل بخطوات عملية – ترون هنا صورة لرجال فقط، ولحسن الحظ، تغيّر الكثير منذ ذلك الحين. اليوم، يفتخر الاتحاد الأوروبي بوجود نساء قويات في مواقع القيادة – من رئيسات وبرلمانيات إلى رائدات أعمال.

في عام 1957، اجتمعت ست دول لتشكيل المجموعة الأوروبية. ومنذ ذلك الحين، شهدنا سبع موجات من التوسيع… في 1973… 1981… 1986… 1995… 2004… 2007… 2013. واليوم، هناك أكثر من عشرة شركاء على الطريق للانضمام.

نحن اليوم اتحاد يضم 450 مليون نسمة – في مزيج مذهل من الثقافات واللغات والأحلام. بإجمالي ناتج محلي يبلغ 25 تريليون يورو. وبروح مجتمعية قوية. وفي هذا المجتمع، تحتل مصر مكانة خاصة جداً!

نحن نتشارك تاريخاً طويلاً. انظروا إلى الأعمدة في المعابد المصرية، إلى أسماء الشوارع في وسط الإسكندرية، إلى الفنانين والعلماء في مشاغل ومعاهد وجامعات قارتينا. نحن مترابطون ومتشابكون.

واليوم، نحتفل ليس فقط بالماضي، بل بالشراكة النابضة والمشرقة التي تجمعنا في الحاضر.

طلابنا يدرسون معاً.

نحن نبني مشاريع للطاقة الخضراء في الصحراء، وندعم رواد الأعمال الشباب في مصر.

نوفّر الأمن والازدهار.

نبني جسوراً بين الناس، ونُقيم عملنا على الفرح، والفضول، والثقة.

فلنحتفل هذا المساء بصداقة عريقة وطموحات عصرية. لنحتفل بقصصنا المشتركة، وتحدياتنا المشتركة، وضحكاتنا المشتركة.

مصر صديق وشريك مقرّب. فلنجعل الفصل القادم من هذه الشراكة هو الأفضل حتى الآن.

وأود أن أشكر زملائي في بعثة الاتحاد الأوروبي على عملهم الاستثنائي، وزملاءنا في بنك الاستثمار الأوروبي لمساهمتهم في فعالية هذا المساء، وزملاءنا في مكتب الحماية المدنية والمساعدات الإنسانية الأوروبي وفريق الاتحاد الأوروبي المعني بالسودان.

وبالاشتراك مع دولنا الأعضاء، أشكر جميع شركائنا وكل من نتعاون معهم، على وجودهم معنا هذا المساء.