كلمة السفيرة أنجلينا إيخهورست في جامعة أسوان

 

الأستاذ الدكتور/ لؤي سعد الدين – رئيس جامعة أسوان،
الدكتور/ عمرو لاشين – نائب محافظ أسوان،
الزملاء الأعزاء،
الطلاب الأعزاء،
الضيوف الكرام،

إنه لشرف حقيقي لي أن أكون معكم اليوم في جامعة أسوان في النسخة الخامسة من حوارات المياه بين الاتحاد الأوروبي ومصر. وأود أن أبدأ بتقديم خالص الشكر لجامعة أسوان، والمركز القومي لبحوث المياه، ومحافظة أسوان على هذا الاستقبال الحار في هذه المدينة العريقة والنابضة بالحياة.

يركز حوار اليوم على موضوع عزيز على قلبي — وهو ريادة الشباب في قطاع المياه. نحن جميعًا نعلم أن مصر، مثل العديد من الدول، تواجه تحديات مائية حادة. ولكن ما يبعث الأمل في نفسي هو الطاقة، والإبداع، والعزيمة التي يتمتع بها الشباب المصري في سعيهم لإيجاد حلول مبتكرة.

لطالما التزم الاتحاد الأوروبي بدعم أمن مصر المائي والتنمية المستدامة. ومن خلال مبادرات مثل "حوارات المياه – أكوا" التي نشهدها اليوم، وعبر شراكات مع مؤسسات مثل جامعة أسوان والمركز القومي لبحوث المياه، لا نقدم فقط دعماً مالياً، بل نستثمر في الأفكار، والابتكار، والأهم من ذلك – في الإنسان – فيكم أنتم.

نحن نؤمن إيماناً راسخاً بأن المبادرات الشبابية قادرة على تحويل التحديات إلى فرص. ومن خلال مسابقات ريادة الأعمال، وبرامج التدريب، وحاضنات الابتكار، نشجع العقول الشابة على الحلم الكبير – وعلى تطوير مشاريع يمكن أن تتحول إلى أعمال تجارية حقيقية، وتخلق فرص عمل، وتساهم في بناء اقتصاد ذكي في التعامل مع المياه.

تجمع مبادرة "حوارات المياه – أكوا" بين رفع الوعي (بخصوص التلوث، والري، وإعادة الاستخدام) والمناقشات الشبابية، والندوات التخصصية، ودعم الابتكار. ومن خلال تحويل الوعي إلى عمل، تساعد هذه المبادرة الطلاب والمهندسين الشباب على إطلاق مشاريع حقيقية. وفي مايو 2025، ستعقد هذه المبادرة معسكر "من الحوار إلى العمل" لربط الشباب بالمستثمرين من القطاع الخاص والموجهين لتحويل أفكارهم في مجال تكنولوجيا المياه إلى شركات ناشئة. ريادة الأعمال في قطاع المياه هي حل تحويلي: فهي تخلق وظائف، وتطلق الابتكار، وتبني أنظمة مائية أكثر مرونة. ومن خلال دعم الشركات الناشئة في هذا المجال، نفتح أيضاً آفاقاً اقتصادية أمام شبابنا.

ومن خلال شراكتنا، يمكن حتى لأصغر الأفكار أن تتوسع. فبرامج مثل جلسات الشباب اليوم تربط المبتكرين من الطلاب بشركاء من القطاع الخاص ومراكز البحث. وهذا يعني عمليًا أن فكرة عبقرية وُلدت في أسوان يمكن أن تتلقى التوجيه والدعم الاستثماري من أوروبا. وكما وصفها أحد التحليلات، فإن تمكين الشركات الناشئة يحقق "فرصاً اقتصادية أكبر" و"أنظمة مائية أكثر مرونة". ومن خلال العمل مع شركاء الاتحاد الأوروبي، نضاعف أثر كل مجهود محلي – إنه تأثير مضاعف حقيقي لمجتمعاتنا.

ولا يجب أن ننسى أن الشباب يلعب دوراً محورياً في قيادة هذا التغيير. وكما أبرزت استثمارات الاتحاد الأوروبي في التعليم الفني والتدريب المهني، فإن الشباب المصري هم مفتاح الابتكار في إدارة المياه، والتكنولوجيا، والحَوكمة. إن الاستثمار في بناء قدرات الشباب اليوم، هو الضامن لحلول مائية مستدامة في المستقبل.

إن شراكتنا الاستراتيجية والشاملة بين الاتحاد الأوروبي ومصر، إلى جانب مبادرات مثل الشراكة المشتركة في مجال المياه، تمثل الإطار المتين الذي تتحول من خلاله العلاقة من تعاون إنمائي تقليدي إلى شراكة قائمة على القيم المشتركة والمصالح والتحديات المتبادلة، حيث تحتل الاستثمارات التحويلية والابتكار مكانة محورية. معًا، نسعى لتمكين مصر لتكون رائدة إقليمية في مجال الحوكمة المتكاملة للمياه والتكيّف مع تغيّر المناخ.

وأشعر بفخر خاص لأن برنامج اليوم يتضمن أصوات الباحثين الشباب، ورواد الأعمال، والنشطاء. أنتم قادة المستقبل. إن عملكم في إدارة المياه الجوفية، وتكنولوجيا إعادة الاستخدام، أو حملات التوعية المجتمعية – هو دليل على أن الحلول تأتي من أولئك الذين يملكون الجرأة على العمل، والابتكار.

دعوني أكون واضحًا: أفكاركم مهمة. مبادراتكم ضرورية. وأصواتكم تستحق أن تُسمع – ليس فقط اليوم، بل في صياغة سياسات الغد.

نحن نعلم أن دعم ريادة الأعمال ليس بالأمر السهل. فهو يتطلب موهبة ورؤية، كما يتطلب الوصول إلى الموارد، والتوجيه، والشراكات، وأحياناً فقط الشجاعة للاستمرار بعد أول فشل. ولهذا السبب يعمل الاتحاد الأوروبي – من خلال مبادرة "حوارات المياه – أكوا" والعديد من البرامج الأخرى مثل PRIMA وNEXTMED وأفق أوروبا، التي يسعدني أن مصر ستصبح عضواً كاملاً فيها قريباً – على ربطكم بمراكز البحث، وشركاء القطاع الخاص، وشبكات في أوروبا وخارجها.

وفي الختام، أود أن أوجه إليكم تحدياً ودياً: كونوا سفراء للمياه.

في عائلاتكم، ومجتمعاتكم، ومهنكم – كونوا أنتم من يقود الحوار حول الحفاظ على المياه، والمرونة المناخية، والابتكار. إن مصر، والعالم، بحاجة إلى أبطال للمياه أكثر من أي وقت مضى.

يفخر الاتحاد الأوروبي بأن يقف إلى جانب مصر، ليس فقط كشريك، بل كصديق حقيقي. معًا، ومن خلال طاقة الشباب وشغفهم، ومن خلال التعلم المتبادل والتعاون، يمكننا أن نصنع مستقبلاً يكون فيه الأمن المائي ليس حلماً، بل واقعًا مشتركًا.

إن التحدي الذي أمامنا كبير، لكن الفرصة أكبر. ومن خلال تمكين هذا الجيل الجديد عبر التعليم، وريادة الأعمال، والشراكات القوية، يمكننا تحويل تحديات المياه في أسوان إلى قصة نجاح لمصر كلها. معًا، سنضمن أن يرث أطفالنا أسوان نابضة بالحياة، وواعية مائيًا.

شكرًا مرة أخرى على الترحيب الحار بنا في أسوان.

وأتمنى لكم جميعاً مناقشات ملهمة، وأفكاراً جديدة، وروابط مستدامة اليوم وفي المستقبل.