الاتحاد الأوروبي يطلق مشروع "التعاون الأوروبي-الخليجي حول التحول الأخضر"

 

في إطار التزامه بالطاقة النظيفة ومكافحة التغير المناخي، أطلق الاتحاد الأوروبي أمس مشروع "التعاون في مجال التحول الأخضر بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي"، وذلك خلال فعاليات القمة العالمية لطاقة المستقبل في أبوظبي، في جناح الوكالة الدولية للطاقة المتجددة.

ويهدف المشروع لإنشاء منصة أوروبية - خليجية مشتركة لتبادل أفضل الممارسات والخبرات بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي، وتعزيز واعتماد السياسات والتقنيات التي تدعم التحول الأخضر، وتعزيز بيئة أعمال مواتية للتعاون بين شركات التكنولوجيا الخضراء في الاتحاد الأوروبي ونظيراتها في منطقة الخليج من أجل بناء نموذج اقتصادي أكثر استدامة. ويمثل المشروع نقطة تحوّل في التوجه العالمي نحو مستقبل الطاقة النظيفة ويشكل تعاون والتزام الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي مثالاً قوياً للمجتمع الدولي.

التعاون من أجل مستقبل مستدام

وشارك في الحفل عدد من الخبراء في مجال الطاقة والمسؤولين الاوروبيين، ومنهم سعادة لوسي بيرجر سفيرة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى دولة الإمارات، ولوكاس كولينسكي، رئيس وحدة الطاقة المتجددة وأنظمة الطاقة المتكاملة في المفوضية الأوروبية، وطارق أحمد، مسؤول البرنامج الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ممثلاً عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة.

وشدد المتحدثون على أهمية التعاون الدولي في مواجهة التحديات البيئية العالمية وسلطوا الضوء على الإمكانات المتاحة من خلال تعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي من خلال مشروع التحول الأخضر.

وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت سعادة لوسي بيرجر، سفيرة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى دولة الإمارات، على أهمية المشروع في التصدي الجماعي لتغيّر المناخ، مشددة على الدور الهام للقطاع الخاص في كل من الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي في تحقيق التعهد العالمي  لمضاعفة إنتاج الطاقة المتجددة بثلاث مرات ومضاعفة كفاءة الطاقة، مضيفةً أن تعزيز بيئة الأعمال من خلال هذا المشروع يمكن أن يؤدي دورًا حيويًا في تحقيق تلك الأهداف.

وبدوره قال لوكاس كولينسكي، رئيس وحدة الطاقة المتجددة وأنظمة الطاقة المتكاملة في المفوضية الأوروبية: "إن التعاون بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي بشأن التحول الأخضر أمر ضروري لتحقيق أهدافنا المناخية. وستعمل هذه المبادرة على تحفيز الابتكار وتوفير فرص جديدة والمساهمة في مستقبل أكثر استدامة."

وقال طارق أحمد، مسؤول البرنامج الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المتجددة في الوكالة الدولية للطاقة المتجددة: "أعتقد بشدة بأن مشروع التعاون بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي في مجال التحول الأخضر يمثل مبادرة مهمة ومحورية لتمكين حلول الطاقة المتجددة وتعزيز التعاون الإقليمي. يعد هذا المشروع نقطة تحول أساسية نحو تحقيق مستقبل مستدام لمنطقة مجلس التعاون الخليجي وعلى الصعيد العالمي."

محفز للتغيير

وتخلل حفل الإطلاق جلسة نقاشية عكست شعار الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة هذا العام، بعنوان "نتائج مؤتمرCOP28: البنية التحتية والسياسات والمهارات لزيادة مصادر الطاقة المتجددة بثلاث مرات وتسريع تحول الطاقة"، حيث ركزت الجلسة على سبل تعاون الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي معًا لتطوير بنية تحتية قوية تهدف إلى زيادة إنتاج الطاقة المتجددة بشكل كبير في المنطقة، وتنفيذ سياسات فعّالة للطاقة النظيفة، وتزويد القوى العاملة بالمهارات اللازمة لمواكبة التطورات في مجال الطاقة. كما تناولت الجلسة سبل تبادل المعرفة ونقل التكنولوجيا وتطوير المشاريع المشتركة، وهو ما يسهم في تمهيد الطريق نحو مستقبل أكثر استدامة.

ومن المتوقع أن يقدّم مشروع "التعاون الأوروبي-الخليجي حول التحول الأخضر" حافزاً للتغيير من خلال تعزيز تعاون أعمق، حيث يهدف المشروع إلى زيادة نشر مصادر الطاقة المتجددة بشكل كبير، وتحفيز جهود حماية البيئة، وتعزيز النمو الاقتصادي والتنويع، وتعزيز القدرة على الصمود في مواجهة آثار تغير المناخ.